نجاح المغرب في دفع مدريد لدعم الحكم الذاتي ينقل المعركة الدبلوماسية إلى "معاقل" البوليساريو في إسبانيا

 نجاح المغرب في دفع مدريد لدعم الحكم الذاتي ينقل المعركة الدبلوماسية إلى "معاقل" البوليساريو في إسبانيا
الصحيفة – محمد سعيد أرباط
الخميس 18 أبريل 2024 - 18:34

قالت تقارير إعلامية إسبانية، إن جبهة البوليساريو أصبحت عبر تمثيلياتها في إسبانيا، تُصدر بلاغات الغضب والاستنكار في العامين الأخيرين، أكثر من أي شيء آخر، بسبب تطورات قضية الصحراء بين الرباط ومدريد، ولاسيما بعدما أعلنت إسبانيا عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية.

ووفق المصادر ذاتها، فإن جبهة البوليساريو أعربت في الأيام الأخيرة، عن تنديدها بتنظيم منتدى في مدريد يُشجع المستثمرين الإسبان على الاستثمار في مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، حيث اعتبرت أن هذا المنتدى يُشجع على "الاستعمار المغربي للصحراء"، بدعوى أن الإقليم لازال متنازعا عليه وليس إقليما مغربيا.

وكانت الجبهة الانفصالية قبل ذلك بأسابيع، أعربت عن غضبها واستنكارها لإعلان شركة إسبانية سياحية عن مشروع لإنشاء منتجع سياحي في مدينة الداخلة، وطالبت بإيقاف المشروع. وذلك بالتزامن أيضا مع مطالبها لوزارة الثقافة الإسبانية في بيان غاضب، بالتراجع عن إعلان كانت قد نشرته في غشت الماضي حول تلقي العروض للقيام بإصلاحات في المدرسة الإسباينة "La Paz" في مدينة العيون، التي وصفتها وزارة الثقافة الإسبانية بـ"المغربية".

وتشير هذه التطورات، وفق الصحافة الإسبانية، إلى أن المغرب نجح في نقل المعركة الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو إلى داخل إسبانيا حيث توجد "أقوى معاقلها"، بعدما كانت في السابق تعتمد على شبه الجزيرة الإيبرية لمهاجمة المغرب على المستويين السياسي والدبلوماسي.

وتؤكد هذه التطورات أيضا، وفق العديد من المتتبعين لقضية الصحراء، أن المغرب بدأ يسحب البساط من تحت جبهة البوليساريو في إسبانيا، خاصة بعدما شرعت الحكومة الإسبانية في تغيير مواقفها وأنشطتها السياسية بما يتلائم مع موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وهو ما موقف ترفضه البوليساريو وتطالب مدريد للعودة إلى موقفها السابق "المحايد".

وشكل إعلان إسبانيا في مارس 2022 عن دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، عبر رسالة وجهها رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي، المل محمد السادس، نقطة تحول كبيرة في هذا الملف، حيث أعطى للمغرب مصداقية أكبر وزاد من قوة طرحه، باعتبار أن إسبانيا كانت هي القوة المستعمرة سابقا للمنطقة.

وتتزامن هذه التطورات مع إسبانيا، مع تطورات دولية أخرى تدعم المغرب في قضية الصحراء، أبرزها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب الكاملة على الصحراء، ودعم دول أوروبية عديدة لمقترح الحكم الذاتي المغربي، مثل ألمانيا وبلجيكا وجل البلدان الأوروبية الأخرى.

كوكب الجزائر

كثيرة هي الأمور التي يمكن استنتاجها من "معركة القميص" بين المغرب والجزائر، والتي هي في الحقيقة صدام بين فريق لكرة القدم يمثل مدينة مغربية صغيرة غير بعيدة عن الحدود الجزائرية، ...